Over 60 Years of Art | Thank you for visiting Ali Omar Ermes

كتاب الراحل علي عمر إرميص: ليس من رأى كمن سمع.. سياحة فكرية وروحية في العالم الإسلامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صدر في بريطانيا كتاب "ليس من رأى كمن سمع" للفنان والكاتب الليبي الراحل علي عمر إرميص (1945- 2021) وهو كتاب عمل على إعداده الراحل منذ وقت وتوفي بعدما أكمل مسوداته الأخيرة ودفعه للطباعة ووصلت نسخه يوم تشييع جنازته في لندن حيث ووري الثرى في مقبرة "دار السلام".

 

 وهو عبارة عن مقالات كتبها قبل أكثر من خمسين عاما ونشرها في مجلة "الأسبوع الثقافي" الليبية في الفترة ما بين 1975- 1976، وسجل فيها مشاهداته في العالم الإسلامي، حيث أرسل في بعثة إلى الدول الإسلامية لدراسة الفنون المرئية تحضيرا لمهرجان العالم الإسلامي الذي عمل فيه كمستشار لمديره بول كيلر. وقاده عمله إلى رحلة بدأها من جنوب شرق آسيا في اندونيسيا وماليزيا حيث حاول تقديم صورة عن فنون التطريز وأنواع الحرير المستخدمة في صناعة الملابس وبخاصة فنون "الباتيك"، وسافر ألاف الأميال في أندونيسيا من جاكرتا إلى جاوة ومن كوالمبور في ماليزيا إلى كوتا بارو عاصمة ولاية جوهور بارو في الجنوب الماليزي بحثا عن فنون صناعة الملابس والأشكال المرسومة عليها.

 

ومن جنوب شرق آسيا، سافر إلى جنوب آسيا، حيث قدم صورة عن الحرف اليدوية وتطعيم الخزف والنحاس وصناعة الحرير في الهند التي تعتبر حكرا على المسلمين. وزار خلال زيارته المساجد الكبرى والمعالم التي لا تزال شاهدة على عظمة المسلمين هناك، من تاج محل في أغرا والقلعة الحمراء والمسجد الجامع في دهلي أو نيو دلهي. وفي بنارس وجد الكاتب أن المسلمين هم من يصنعون الحرير الذي يرتديه الموسرون نظرا لبراعة تطريزه، وأشار إلى أن المسلمين هم المعروفون بألوان الطعام وفنونه. وفي حيدر اباد الدكن وجد أنها المدينة الشهيرة بصناعة الحلي والأواني بشكل لا يباريها مكان على وجه الأرض.

 وشملت رحلته كشمير وعاصمتها سرينغار، وسجل ما رآه من قبور السلاطين والأولياء وما بلغه الخطاطون المسلمون من شأو في هذا المجال. وفي كراتشي لاحظ هوس السكان بالتطريز على كل شيء من الطواقي إلى عدسات المرايا. وزار معامل صناعة الحرير المعروفة بالأجرق، وزار مسجد باد شاهي في لاهور وحدائق شاليمار. 

وقادته أسفاره إلى تعز وصنعاء وبيوتها الجميلة وإب والجند ووادي عمران. وفي بغداد زار المستنصرية والشرابية والمكتبات، وفي سامراء التي زارها على عجل فقد زار مسجد المتوكل والمئذنة الملوية. والتقى في بغداد الخطاط المعروف وليد الأعظمي. وفي دمشق التي قال فيها "عندما أسرع خالد بن الوليد إلى دمشق اصطحب معه كل أسباب التاريخ التالية التي من دمشق ابتدأت تشق بعنفوان مصيرها" وفي دمشق زار الجامع الأموي وصحنه الواسع ومآذنه الشامخات وسقوفه المزخرفة بالذهب وقبة مهجنة كالطود، دخل التاريخ إلى دمشق". وشملت رحلته اسطنبول، أم المدائن وملتقى البحار والقارات، وزار معالمها والتقى الخطاط التركي المعروف حامد الآمدي الذي كان في الثمانينات من عمره في ذلك الوقت. وفي القاهرة زار مدينة الألف مئذنة. وفي زنجبار وصف جزيرة القرنفل وزار معامل الطواقي المرفية المعروفة في شرق أفريقيا. 

وأضاف الراحل لهذه المقالات الأصلية مجموعة من التعليقات قدم من خلالها رؤيته للعالم بعد خمسين عاما، ووضع عصارته الفكرية فيها، ووصف ما آل إليه حال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. وشجب الظلم والطغيان، ومزج كل هذا بمعرفته الواسعة في الأدب العربي والتراث الشعري الإسلامي بشكل حول كتابه إلى سياحة فكرية كما هو سياحة في الأرض والبشر وعظمة المسلمين التي كانت. 

كتاب مهم حافل بالمفاجآت والنكات والأشعار والتعليقات من فنان أتقن فن رسم اللون وحول العربي إلى مرآة لقوة الحضارة العربية والإسلامية، فلوحاته تحفل بالأشعار والأقوال المأثورة والحكم.